(بدا لي أنه لا حقيقة في العالم إلا التغير) قالها راوي (ميرامار) وهو اسم البنسيون الذي اختاره نجيب محفوظ لتقديم ماسة عجيبة،دقيقة الحجم،لكنها متعددة الأوجه،وكلها يعكس الضوء ألواناً.فيتخذ من الفندق الصغير حقل تجربة لدراسة مدهشة لمصر ما بعد ثورة يوليو 1952،على مستوى آخر تكتسب كل شخصية من سكان البنسيون قدرة فريدة لتكون هي ركيزة الأحداث وترى المقدمات والملابسات والنتائج من وجهة نظرها،على طريقة (دريل) في رباعية الإسكندرية،على مستوى ثالث اللعب بالزمن بمنتهى المهارة والاقتدار، ففي بؤرة شديدة التركيز يعاد تمثيل انقلاب يوليو،من خلال ابن الطبقة البرجوازية الصغيرة الصاعدة،سرحان البحيري،الحالم بتطلعات دواوين الحكومة ومؤسسات القطاع العام في العلن،وفي السر يتساءل عن معنى الحياة بدون فيلا وسيارة وامرأة؟ يرى في الحماس السياسي وسيلة لتحقيق أغراضه هذه.في الماضي كان عضواً في لجنة الطلبة الوفديين، وقد دخل في كل التنظيمات الثورية الجديدة من الاتحاد القومي إلى لجنة العشرين،كما انتخب عضواً في مجلس إدارة الشركة التي يعمل بها. ولكن العمل السياسي في حد ذاته والخطوات المشروعة من ترقية ومكافآت لا يمكن أن تؤدي إلى الثراء السريع الذي يحلم به، لذلك تنهار مقاومته عندما يلح عليه أحد المهندسين للدخول في عملية واسعة لسرقة لوري غزل من إنتاج الشركة مرة كل أسبوع وبيعه في السوق السوداء، والمهندس علي بكير يمثل بالنسبة لسرحان البحيري إغواء الشر، والطموح الفاسد،بالقوة والمال.حركة إنقلابية يحسبها ثورة على حاله المتردي، لكنها تؤدى إلى مأساة... المقال بالكامل
الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012
تراجيديا ميرامار (تأليف د. هاني حجاج عبد المبدي)
(بدا لي أنه لا حقيقة في العالم إلا التغير) قالها راوي (ميرامار) وهو اسم البنسيون الذي اختاره نجيب محفوظ لتقديم ماسة عجيبة،دقيقة الحجم،لكنها متعددة الأوجه،وكلها يعكس الضوء ألواناً.فيتخذ من الفندق الصغير حقل تجربة لدراسة مدهشة لمصر ما بعد ثورة يوليو 1952،على مستوى آخر تكتسب كل شخصية من سكان البنسيون قدرة فريدة لتكون هي ركيزة الأحداث وترى المقدمات والملابسات والنتائج من وجهة نظرها،على طريقة (دريل) في رباعية الإسكندرية،على مستوى ثالث اللعب بالزمن بمنتهى المهارة والاقتدار، ففي بؤرة شديدة التركيز يعاد تمثيل انقلاب يوليو،من خلال ابن الطبقة البرجوازية الصغيرة الصاعدة،سرحان البحيري،الحالم بتطلعات دواوين الحكومة ومؤسسات القطاع العام في العلن،وفي السر يتساءل عن معنى الحياة بدون فيلا وسيارة وامرأة؟ يرى في الحماس السياسي وسيلة لتحقيق أغراضه هذه.في الماضي كان عضواً في لجنة الطلبة الوفديين، وقد دخل في كل التنظيمات الثورية الجديدة من الاتحاد القومي إلى لجنة العشرين،كما انتخب عضواً في مجلس إدارة الشركة التي يعمل بها. ولكن العمل السياسي في حد ذاته والخطوات المشروعة من ترقية ومكافآت لا يمكن أن تؤدي إلى الثراء السريع الذي يحلم به، لذلك تنهار مقاومته عندما يلح عليه أحد المهندسين للدخول في عملية واسعة لسرقة لوري غزل من إنتاج الشركة مرة كل أسبوع وبيعه في السوق السوداء، والمهندس علي بكير يمثل بالنسبة لسرحان البحيري إغواء الشر، والطموح الفاسد،بالقوة والمال.حركة إنقلابية يحسبها ثورة على حاله المتردي، لكنها تؤدى إلى مأساة... المقال بالكامل
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق